المكدوس أكلة شعبية قوامها الباذنجان المحشو بالفلفل والجوز والثوم
يعتبر “المكدوس” من أهم الأكلات الشعبية التراثية في سوريا خاصة، ويعود ذلك لكونها كانت وما زالت من الأكلات الأساسية التي يتناولها الأعظم من الشعب السوري، في وجبتي الإفطار والعشاء.
وتشير الأم رانيا عثمان إلى أن (المكدوس) هو حبات باذنجان صغيرة الحجم، محشوة بالفليفلة الحمراء الحادة والباردة، وبالجوز والثوم والملح، يتم تنضيدها بأوعية زجاجية مختلفة الأحجام، وتغمر بالزيت البلدي للحفاظ عليها من الفساد لكي تدوم لأشهر عديدة”.
ولفتت رانيا إن هذه الأكلة من الأطعمة الشعبية، التي يتوارثها السوريون جيلاً بعد جيل، ولهذا تحرص معظم الأسر السورية على صناعاتها في المنازل، وتضع لها في كل عام موازنة مالية خاصة، بغض النظر عن الإمكانيات المادية المتوفرة
وأكدت بأن المكدوس أحدى الصناعات المنزلية المحفوظة لذلك فإن الأسرة السورية تسعى إلى تأمين مونتها من المكدوس حتى لو اضطرت لاستدانة ثمن تكاليفها”، مشيراً إلى أن “المكدوس طعام لذيذ الطعم، ويمكن تناوله في كل الأوقات، على الرغم من أنه يصنف وفقاً لقائمة الأطعمة من أنواع المقبلات الفاتحة للشهية، وذلك خلال موسم نضج الباذنجان الحمصي أو الحموي الصغير الخاص بصناعة المكدوس، ونضج الفليفلة الحمراء، التي تعد مكوناً أساسياً في صناعة المكدوس.
وأضافت رانيا “بعد أن تجف حبات الباذنجان قليلاً يتم شقها من أحد الجوانب بشكل طولي، وحشوها بقليل من الملح، ثم تجمع الكمية كاملة في كيس خاص، وتضغط بأثقال لمدة يوم كامل، حتى تتخلص من المياه الزائدة”
وقالت رانيا في نهاية حديثها بعد ذلك نقوم بتنظيف الفليلفة وتقطيعها بشكل طولي، وننشرها تحت أشعة الشمس يومين، حتى تتخلص من نسبة كبيرة من المياه، ومن ثم نقوم بفرمها على ماكينة كهربائية، بعدها نقوم بخلط الفليفلة مع الجوز أو الفستق المقطع والثوم والملح، وتصبح بذلك الحشوة جاهزة”.
واختتمت كلامها قائلة، بعد أن تصبح الحشوة جاهزة نقوم بحشو الباذنجان بالحشوة المعدة، ونقوم بتوزيعها على صواني كبيرة لعدة ساعات، بعد ذلك نجمع الكميات بأكياس خاصة، ونضع عليها أثقال لمدة يومين حتى تتخلص من المياه، ثم نقوم بإخراج حبات الباذنجان المحشوة، ومسحها بشاشة نظيفة وتنضيدها في أوانٍ زجاجية، ونغمرها بالزيت، وتصبح جاهزة للأكل خلال أسبوع تقريباً”.