كلنا نهتم بحالة الطقس المتوقعة في بلادنا، ونعتمد في ذلك على نشرة الأرصاد الجوية التي تتغير بحسب البلدان والفصول، تلك الفصول هي المسؤولة عن تغيير الحالة الجوية وتقلبها مع مرور الشهور، فهناك فصل الربيع، الخريف، الشتاء، الصيف)، ولنفهم كيف تتعاقب الفصول يجب أن نقوم بجولة خاطفة في الفضاء، فالأرض مثل باقي الكواكب تدور حول الشمس وهناك اعتقاد ساد قديماً أن بدوران الأرض واقترابها من الشمس ترتفع درجات الحرارة، وأبتعادها تنخفض درجات الحرارة ويحدث الشتاء، لكن هذا تفسير غير علمي ولا منطقي إذ إن ظاهرة الفصول الأربعة ترتبط بظاهرة فلكية مختلفة تماماً عن هذا الاعتقاد.
من المعروف أن الكرة الأرضية تدور حول محورها وهو عبارة عن خط وهمي يصل بين القطب الشمالي والجنوبي ويميل بزاوية مقدارها ثلاثة وعشرون درجة ونصف، ينتج عن هذا الميلان اختلاف في زوايا سقوط أشعة الشمس على سطح الكرة الأرضية وما يرافقه من اختلاف كمية الحرارة التي تصل إلى سطح الكرة الأرضية، والعلاقة بين زاوية سقوط أشعة الشمس وكمية الحرارة التي تصل سطح الكرة الأرضية وما ينتج عنها من ظاهرة الفصول الأربعة.
الاعتدال الربيعي في اليوم الواحد والعشرين من آذار تكون زاوية سقوط أشعة الشمس عامودية على خط الاستواء، وبالتالي تتساوى درجات الحرارة في كلا نصفين الكرة الأرضية، ويكون فصل الربيع في القسم الشمالي في هذا الوقت، وفصل الخريف في القسم الجنوبي، وتتناقص زاوية أشعة الشمس على القطبين ويكون طول الليل والنهار متساوياً في كلا نصفي الكرة الأرضية.
الانقلاب الصيفي من اليوم الواحد والعشرين من حزيران من كل عام تكون زاوية أشعة الشمس عامودية على مدار السرطان، وبالتالي يتلقى القسم الشمالي من الكرة الأرضية كمية أكبر من أشعة الشمس فيحدث فيها فصل الصيف، بينما تتناقص زوايا سقوط أشعة الشمس كلما اتجهنا باتجاه الشمال، في هذا الوقت يكون طول النهار بالقطب الشمالي حوالي الأربع وعشرين ساعة وهو الأطول على مدار السنة.
الاعتدال الخريفي من الثاني والعشرين من أيلول في هذا الأثناء تسقط أشعة الشمس عامودية على خط الاستواء مرة أخرى خلال السنة، بحيث يتلقى خط الاستواء أكبر كمية من الإشعاع الشمسي، فيكون فصل الخريف في القسم الشمالي من الأرض، وفصل الربيع في القسم الجنوبي من الأرض، وتتناقص زاوية سقوط أشعة الشمس باتجاه القطبين كما تتوزع درجات الحرارة بالتساوي في نصفي الكرة الأرضية وبالتالي يتساوى طول الليل والنهار في نصفي الكرة الأرضية.
هيفي خلف