يُعَدُّ عيدُ (باتزمي) من أقدم الأعياد الأيزيدية التي تم توارثها عن الأجداد, وعلى مر التاريخ؛ حيث من المقدر أن جذور هذا العيد تعود إلى العهود السومرية على أقرب تقدير، ويحتفل أغلب أبناء الدين الأيزيدي بهذه المناسبة في كافة أنحاء العالم، ويستمر الاحتفال بالمناسبة أسبوعاً كاملاً.
يحتفل كل الايزيديين في روج آفا بهذه المناسبة، وتستمر طقوسها إلى يومنا الحاضر، وبشكل علني وخاصة مع انطلاقة الثورة في روج آفا وشمال سوريا؛ وبناء نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، بعد أن كانت الطقوس تمارس بشكل خفيف وسري في زمن النظم البعث.
إن عيد باتزمى أو عيد (بيري آري) من الأعياد القديمة والعريقة التي يحتفل بها أبناء المكون الايزيدي، حيث يعود مضمون هذه المناسبة إلى رجل صالح أو أحد أولياء الله الصالحين، والذي يُعرف إلى يومنا هذا باسم (بير آري)، حيث يأتي عيد (باتزمي) في الأسبوع الثاني بعد رأس السنة الميلادية مدتها سبعة أيام بحيث يكون يوم الـ 14 في التقويم الميلادي أي ما يوافق الأول من رأس السنة الإيزيدية في التقويم الشرقي.
كلمة باتزمي مستمدة من اللغة الكردية ولها معنى لغوي وتعني ( بي تشت ميي ) وهي كلمة كردية .
أن لكل يوم من عيد باتزمة لها طقوس خاصة بها اليوم الأول ويسمى (جل شو) أي غسل الملابس وترتيب البيت وبتوزيع الخيرات في هذا اليوم على الفقراء من الجيران.
اليوم الثاني والثالث مخصصان لتوزيع خيرات الأموات عند عموم الإيزيديين، وهذه الخيرات تتضمن الملابس بكافة أنواعها، والأكل اعتقاداً أن هذه الخيرات تساعد الميت على دخول الجنة، ويتم تجهيز خبز خاص لهذين اليومين، حيث يمثل رغيف الخبز كروية الأرض وأربع جهات في وسطها الشمس ويخرج من وسط الرغيف 12 وصلة ترمز إلى الأشهر الـ 12 للسنة ويسمى (الصَّوِك) ويجب جلب خميرة هذا الخبز من بيت أحد من سلالة بيري آري.
اليوم الرابع وهو يوم ( بز كوران ) أي الذبح أو الأضحية وفي هذا اليوم يقوم كل إيزيدي بذبح ذبيحة أو أكثر حسب الحالة المادية، ويجب أن يذبح دابة مثل الماعز أو الغنم، ويتم تقسيم الدابة إلى قسمين: القسم الخاص ويسمى البارجا ويشمل 7 أقسام وتؤخذ كلها من الجانب الأيمن من الذبيحة، وتشمل الكتف والصدر وفقرات من ظهر الذبيحة وهي تخصص للعيد يتم توزيعها فيما بعد.
القسم الثاني أو القسم العام وهو القسم المتبقي من الذبيحة ويمكن التصرف به بشكل حر، يؤكل أو يوزع على الغير بينما يحتفظ برأس الذبيحة مع القبة حتى يوم الأحد وتعتبر حصة الشمس.
ومن طقوس عيد باتزمي صنع (الجرة) وتعني صنع القناديل من القماش الأبيض النظيف؛ ويجب غسل القماش أولاً ثم يجدل ذلك القماش ويغمس في الدهن حتى يرتوي وينصب بعدها وتربط في أسفله كمية من الملح ومن الأعلى يربط بخيط ويبرد حتى يصبح على شكل شمعة، وتشعل في يوم الخميس مساء من قِبل رب البيت، ويجتمع أفراد الأسرة ليقوم كل شخص بإشعال جرة والدعاء.